بمناسبة إطلاق الموقع الالكتروني الجديد للديوان المركزي لقمع الفساد، يسعدني أن أوجه تحياتي الخالصة لجميع مستخدميه من إطارات و شرطة قضائية و مختلف أسلاك الموظفين الدائمين و الملحقين بالديوان. كما أغتنم هذه الفرصة لأهنّئهم على ما حقّقوه من نتائج نوعية غير مسبوقة خلال الأشهر الماضية رغم الظروف الصحية الاستثنائية التي عرفتها بلادنا و العالم كافة.

لا شكّ أنّكم تدركون جميعًا أهمية و ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقنا، فمكافحة الفساد ليست وظيفةً عادية، بل هي مهمّة وطنية نبيلة و أمانة ثقيلة نحملها في أعناقنا، و هي أيضًا امتحانٌ دائمٌ لضمائرنا و تحدٍّ يوميّ لعزيمتنا يتطلّب منّا درجةً عاليةً من الالتزام و الكفاءة و الفعالية حتى نكون في مستوى الرهانات التي نواجهها.

ليس المقام هنا للحديث عن آثار الفساد و انعكاساته السلبية على استقرار الدولة و المجتمع و تطورهما، لكنني أرى أنّه من الضروري التأكيد على أنّ أداءكم لواجبكم على نحوٍ كاملٍ و بكلّ ما يتطلّبه الأمر من موضوعيّة و حياد هو مساهمة معتبرة منكم في الحدّ من أثار هذه الآفة و ترسيخ قيم النزاهة و العدالة و المساواة فضلا عن محاربة ثقافة اللاعقاب وهو ما من شأنه إرساء دعائم دولة القانون وتوفير شروط السلم الاجتماعي و التطور الاقتصادي الدائم.

إنّ بلوغ هذه الغاية لا يتسنّى إلاّ من خلال وعينا بمسؤولياتنا و التزامنا الكامل بما تمليه علينا واجباتنا المهنية و انخراطنا في ديناميكية التغيير الشامل الذي تسعى إليه السلطات العمومية ويتطلع إليه المواطن.

في الأخير، أتمنّى التوفيق للجميع و أدعو الله أن يحفظ شعبنا و يصون وطننا و ينعم عليه بالأمن و الازدهار.